صحيفة: طي صفحة باسندوة واتفاق مبدئي على تشكيل حكومة وطنية بوساطة عُمان ومندوب رئاسي في مسقط للقاء وفد ايراني
21 أغسطس، 2014
64 51 دقائق
يمنات – الشارع
شهدت الازمة مع جماعة الحوثي امس حالة من التهدئة؛ اذ اعلن عن تشكيل لجنة رئاسية لزيارة عبد الملك الحوثي في صعدة للتباحث من اجل ايجاد حل للازمة، فيما رحب الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام بهذه اللجنة .
و عاد الجانبان الى الحوار في ظل استمرار جماعة الحوثي في اخراج تظاهرات شوارع العاصمة صنعاء امس ولليوم الثالث على التوالي مع تواصل اعتصامات انصارها على مداخل العاصمة للمطالبة بإسقاط الحكومة والغاء قرار رفع الدعم الحكومي على المشتقات النفطية.
وساطة ايرانية
و ذكرت المعلومات ان اللجنة الرئاسية وصلت مساء امس الى صعدة للقاء الحوثي فيما افاد مصدر سياسي مطلع بان رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ارسل مبعوثا خاصا الى سلطنة عمان للتباحث مع وفد ايراني من المتوقع ان يصل الى هناك لإجراء محادثات مع الموفد اليمني من اجل تدخل ايران للضغط على جماعة الحوثي للتهدئة وكي توقف التصعيد ضد السلطات الرسمية في صنعاء.
و اعلنت جماعة الحوثي ان القيادي فيها حسين العزي سيرافق اللجنة من صنعاء الى صعدة.
و أوضح المصدر السياسي، الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان الرئيس هادي اتصل امس الاول بالسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان وطلب منه التوسط لدى ايران كي توقف التصعيد الذي اعلنه عبد الملك الحوثي مساء الاحد الفائت بدعوته انصار جماعته والشعب اليمني الى الزحف الى العاصمة صنعاء للقيام بمظاهرات وتنفيذ اعتصامات من اجل اسقاط الحكومة والغاء الجرعة.
و افاد المصدر بان السلطان قابوس طلب من الرئيس هادي منحه مهلة كي يتواصل، و بعد ساعتين تواصل تلفونيا بالرئيس هادي، وابلغه ان ايران سترسل وفدا الى مدينة مسقط اليوم الخميس وطلب منه ارسال مبعوث من قبله للتباحث.
و ذكرت المعلومات ان الرئيس هادي ارسل امس مبعوثا من قبله الى مدينة مسقط للقاء السلطان قابوس والوفد الايراني ومن المتوقع ان تجري محادثات بين الجانبين اليوم الخميس هناك برعاية السلطان العماني .
وافاد الشارع مصدر سياسي ثان بان قرار تشكيل اللجنة الرئاسية التي كلفت بزيارة صعدة جاء بعد جهود وساطة بذلتها سلطنة عمان مع السفارتين الامريكية والبريطانية في صنعاء.
وساطة عُمانية
و اوضح المصدر ان وساطة السفراء بدأت امس الاول ولعبت سلطنة عمان دورا في هذه الوساطة عبر التواصل مع ايران واثمرت جهود هذه الوساطة الوصول الى اتفاق مبدئي على تشكيل حكومة وطنية جديدة من كل الاطراف.
و قال المصدر: توصلت جهود الوساطة الى اتفاق مبدئي لحل الازمة القائمة مع جماعة الحوثي ويتمثل هذا الاتفاق في ازالة التوتر وايقاف المظاهرات والاعتصامات في العاصمة صنعاء ومداخلها على ان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تشكل من جميع الاطراف ، ويتم بعدها تشكل لجنة اقتصادية من قبل الحكومة الجديدة لدراسة الوضع الاقتصادي وقرار رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية ، وكيفية حل الخلاف القائم حول ذلك بحسب ما تراه اللجنة التي تشكل من عدد من المختصين.
استقالة باسندوة
وفيما ترددت معلومات مساء امس عن ان رئيس الحكومة الحالية محمد سالم باسندوة ، قدم استقالته الى رئيس الجمهورية قال المصدر : عمليا باسندوة انتهى مع حكومته وسواء قدم استقالته او لم يقدمها فهو سيقال بموجب هذا الاتفاق وسيتم تكليف شخص اخر بتشكيل الحكومة الجديدة وهناك شبه توافق على ان يتولى الدكتور احمد عبيد بن دغر تشكيل الحكومة الجديدة ، مشيرا الى استحالة بقاء باسندوة في موقعه.
و افاد المصدر بان اللجنة زارت عبد الملك الحوثي الى صعدة للوصول الى اتفاق نهائي وفقا لهذا الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل اليه .
تعليق الخارجية الايرانية
من جانبها قالت: “مرضية افخم” المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية امس الاربعاء في تعليق لها على الاحداث الخارجية في اليمن انها تدعم الاتجاهات السياسية في اليمن وتأمل ان تستجيب الاطراف السياسية للمطالب المشروعة للشعب حسب قولها.
وقالت وكالة خبر ان افخم اعربت في مؤتمر صحفي اسبوعي تعقده كل اربعاء باسم خارجية بلادها في العاصمة طهران عن املها في ان يتم تشكيل مستقبل سياسي في اليمن على اساس الشراكة ومشاركة جميع الجماعات والفصائل والاحزاب السياسية.
وكان عبدالملك الحوثي امهل السلطات المركزية في صنعاء حتى غدا الجمعة لتنفيذ المطالب التي طرحها مهددا في حالة لم يتم ذلك باللجوء الى خيارات مفتوحة واجراء ات تصعيدية قال انها ستزعج المسؤولين في صنعاء.
هادي يلتقي الشورى والنواب
على صعيد التطورات الميدانية راس رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ، صباح امس في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري بصنعاء ، لقاء مع اعضاء مجلسي الشورى واعضاء الحكومة والقيادات الحزبية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني وقطاع المرأة والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية والامنية وجمع غفير من الحاضرين من امانة العاصمة ومحافظة صنعاء.
وقالت وكالة سبا الحكومية ان هذا اللقاء تم للوقوف على اخر المستجدات الاوضاع الراهنة في ضوء التطورات المزعجة من قبل الجماعات الحوثية المسلحة .
وعقد اللقاء بدعوة من الرئيس هادي لمناقشة التهديدات التي اطلقتها جماعة الحوثي، واقر في هذا اللقاء تشكيل وفد وطني للتواصل واللقاء مع انصار الله للتأكيد على هذه المبادئ والدعوة للشراكة الوطنية المسؤولة من خلال لغة الحوار والوفاق ونبذ العنف والتهديد والتصعيد واغلاق الطرق الذي من شانه اقلاق السكينة العامة ودعوتها الى روح الاصطفاف الوطني والتزام بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واستشعار المسؤولية في الحفاظ على امن واستقرار الوطن وبح كل ما من شانه لملمة الصف الوطني وتجنب البلد ويلات الصراع.
لجنة صعدة
و ذكرت الوكالة الحكومية ان اللقاء شكل لجنة للقاء الاخ عبد الملك الحوثي لتدارس الموقف بصورة كاملة وما يجب عمله من خلال تغليب مصلحة الوطن العليا ومقتضيات المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة واحترام ارادة الشعب وتطبيق مخرجات الحوار الوطني التي اجمعت عليها كل الاطياف والقوى السياسية والمجتمعية والشفافية ومنها جماعة الحوثي.
وتتكون هذه اللجنة من عشرة شخصيات برئاسة الدكتور احمد عبيد بن دغر وعضوية كل من : يحي منصور ابو اصبع ، محمد قحطان ، سلطان البركاني ، حسن زيد، جلال الرويشان، عبد العزيز جباري، عبد الملك المخلافي ، عبد الحميد حريز ، ومبارك البحار.
و ذكرت الوكالة الحكومية ان الرئيس هادي التقى اعضاء هذه اللجنة وزودهم بالتعليمات اللازمة في كيفية التعاطي مع الموقف بكل ابعاده ومخاطرة.
و افادت الوكالة بان الرئيس هادي اكد في لقائه بأعضاء هذه اللجنة ان اليمن امام منعطف تاريخي يتهيأ فيه للخروج الكامل من الازمة التي نشبت مطلع العام 2011 والولوج في مرحلة جديدة عنوانها الحرية والمساواة والعدالة ونبذ التعصبات القبلية والمناطقية والمذهبية، مشيرا الى ان اليمن على مدى التاريخ متعايش بسلام ولم يكن هناك اي تمييز او فرز على اساس طائفي او مذهبي .
وفي اللقاء الحكومي والسياسي الموسع ، الذي عقد صباح امس قال الرئيس هادي في كلمة القاها في اللقاء : يسعدني ان التقي بكم اليوم والبلد يمر بمنعطف تاريخي حساس وهام للغاية ما يستدعي منا جميعا الاجتماع والوقوف بكل صدق ومسؤولية امام التحديات الكبيرة التي تواجه الوطن في كل المجالات وعلى مختلف الاصعدة ونكون عند حسن ضن الشعب الذي وثق بنا واعتمد علينا لإخراجه من الوضع الصعب الذي عاناه طوال العقود الماضية.
واضاف : منذ الاحد التي مرت بالبلاد مطلع العام 2011 ومطالب التغيير ارتأت القوى السياسية كافة ان يتم معالجة الوضع بالحوار والتوافق تجنبا لانزلاق البلد في حرب اهلية وكانت المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية بما تضمنته من نصوص واليات هي الحل الامثل الذي ارتضاه كل اليمنيين بكافة مكوناتهم وعلى ضوء هذه المبادرة خضنا اهم استحقاقاتها وهو الحوار الوطني الشامل والذي شكلت مخرجاته خارطة طريق لمستقبل امن ومستقر وغد افضل لكل اليمنيين .
وقال الرئيس هادي : لقد حرصنا منذ اللحظة الاولى لتسلمنا مقاليد المسؤولية على اللحظة الاولى لتسلمنا مقاليد المسؤولية على حل المشاكل اولا بأول عبر تشكيل اكر من لجنة رئاسية سواء لمعالجة القضايا الطارئة او لحل مشاكل وقضايا متراكمة منذ سنوات مضت ، ومنها: القضية الجنوبية وقضية صعدة اللتان كانتا في صدارة القضايا المطروحة على طاولة الحوار الوطني ، وباننا وبمسؤولية وطنية من قبل كافة الاحزاب السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية وبدعم من الدول العشر الراعية لها قد حرصنا على ادراج قضية صعدة في الالية التنفيذية وعلى اشراك الاطراف الممثلة لها ليس منا ولكن حرصا على معالجة كل مشاكل وقضايا ابناء شعبنا اينما كانوا.
واضاف :وكما تعلمون فقد تضمنت وثيقة الحوار الوطني حلولا ومعالجات وافية وشاملة لتلكم القضيتين بل ولعموم المشاكل والتوترات التي ظلت تعاني على مدى تاريخها الطويل ورسمت تلك الوثيقة ملامح اليمن الجديد لكن ومع الاسف ظلت هناك كثير من العوائق تعترضنا ولم تتح لنا الفرصة حتى هذه اللحظة لتحقيق بعض تلك المعالجات على ارض الواقع فما ان ننجح في اطفاء فتيل المواجهات والعنف في منطقة حتى نفاجأ بإشعالهم مواجهات جديدة في منطقة اخرى .
وتابع : ومع ذلك لم نياس او نتوان عن مواصلة الجهود الرامية لردم بؤر الصراع والفتنة وشكلنا اللجان تلو اللجآن سواء لحل مشكلة جماج والرضمة وارحب والجوف او لوقف اراقة الدماء في عمران مؤخرا بل وبعثنا الوفود تباعا الى صعدة واماكن التوتر واخرها اللجنة الرئاسية التي زارت صعدة يوم السبت الموافق 16 اغسطس 2014 بالإضافة لتشكيل لجنة سياسية مازالت تمارس اعمالها بهدف مناقشة المصفوفة التنفيذية لمخرجات فريق صعدة وقضايا الشراكة السياسية كل ذلك من اجل احتواء الموقف والمضي معا في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني لكن للأسف كل ذلك تم مقابلته بما استمعنا ومازلنا نستمع اليه جميعا من بيانات وخطابات متشنجة تفرق ولا تجمع تهدم ولا تبني لكننا وانطلاقا من مسؤوليتنا الوطنية والتاريخية وحرصا منا على جميع ابناء شعبنا في كل ربوع الوطن مازلنا نؤكد التزامنا بتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتحقيق مبدأ الشراكة الوطنية على اسس ثابتة ومسؤولية ولن نسمح بتجاوز تلك المخرجات مهما كانت ردود الافعال الانية .
واستطرد: “ومن هنا أدعوهم الى مراجعة حساباتهم والنظر الى الأمور بمنتهى الواقعية والمسؤولية وان يدركوا العواقب الوخيمة للخروج عن الاجماع الوطني وألا تأخذهم العزة بالآثم لتدفعهم لتبني ممارسات بت فشلها في الماضي والحاضر وبكل تأكيد وثقة ستفشل في المستقبل وتكرارها من جديد لن نحصد من ورائه سوى الكوارث والفوضى واراقة الدماء”.
وقال الرئيس هادي: ” أود ان أؤكد لكم من جديد وبمنتهى الوضوح أن قرار تصحيح أسعار المشتقات النفطية الذي أقرته حكومة الوفاق الوطني بالجماع وبعد الاتفاق والتشاور مع كافة القوى والأطراف الوطنية المشاركة في الحكومة باعتباره خيار الضرورة لتجنب انهيار الدولة ودفع ما هو أشد وأسواء ضررا.. أقول ذلك وانا في واقع الامر أدرك حقيقة معاناة شعبنا العظيم وتحمله وصبره على المكارة, ولذلك وجهت من هذا المنطلق الحكومة قبل اتخاذ القرار وبهدف التخفيف من حجم المعاناة بإيقاف كل ما من شأنه استنزاف الخزينة العامة, كإيقاف شراء السيارات والمشاركات الخارجية التي تتحمل الدولة تكاليفها من الموازنة العامة, وتقليص سفر جميع المسئولين بمن في ذلك الوزراء, واجراء مراجعة كاملة وشاملة لمستوى وطرق تحصيل كافة الأوعية الضريبية والجمركية وتشكيل وحدة عسكرية متخصصة لمكافحة التهريب الجمركي والتهرب الضريبي, وتصحيح أوضاع الوحدات الاقتصادية المملوكة للدولة والقطاع المختلط ومراجعة تكاليف استخراج النفط وغيرها من المعالجات”.
وأضاف: “وفي أعقاب اتخاذ قرار رفع الدعم وجهت الحكومة بتنفيذ حزمة من الاجراءات أهمها صرف علاوات موظفي الدولة لعامي 2012, 2013, واجراء التسويات والترقيات القانونية المرصودة في موازنة عام 2014 لجميع موظفي الدولة في القطعين المدني والعسكري, واعتماد 250ألف حالة ضمان اجتماعي جديدة واستكمال نظام البصمة والصورة لكافة منتسبي القوات المسلحة والأمن, على الا يتجاوز تنفيذ ذلك نهاية شهر أكتوبر من العام الجاري, والزام جميع الجهات الحكومية, بما فيها الجهاز الأمني والعسكري, بالانتقال من المدفوعات النقدية للأجور والمرتبات الى المدفوعات عن طريق استخدام الحسابات المصرفية, والزام وزارتي المالية والزراعة والري وصندوق التشجيع الزراعي والسمكي وبالتنسيق مع الاتحاد التعاوني والزراعي والاتحاد العام للصيادين باتخاذ القرارات اللازمة لتطوير ودعم قطاعي الزراعة والأسماك, بما في ذلك توفير وحدات ري تعمل بالطاقة الشمسية وشبكات ري متكاملة وقوارب صيد مع كافة مستلزماتها, ومازلنا عازمين على اتخاذ المزيد من القرارات الهادفة لتخفيف العبء عن كاهل أبناء شعبنا, وانا على ثقة مطلقة بقدرتنا سويا على تجاوز هذه العقبات الاقتصادية والنهوض باليمن ووضعه في المرتبة التي يستحقها”.
وتابع: “دعوني أكاشفكم بمنتهى الصراحة والمصداقية وأقول دون تحفظ أن بلادنا في هذه المرحلة أمام مفترق طرق, فأما ان ننفذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني وتنجح عملية الانتقال السياسي ونمضي بالتالي نحو المستقبل الامن بخطى ثابتة وبدعم من الأشقاء والأصدقاء, أو ان تنتكس الإنجازات التي تحققت حت الان والتي حظيت بتقدير واعجاب العالم, وبنى عليها أبناء شعبنا أمالا كبيرة, ومن ثم العودة الى سيناريوهات الرعب والدمار والاقتتال الأهلي كما هوا الحال في بعض دول المنطقة”.
وزاد: “وأنا من هذا الموقع أنبه الجميع دون استثناء الى أن تحقيق النجاح لا يقع على عاتق الرئيس وحده أو الحكومة وحدها, بل يتحقق بتعاون أبناء الشعب كافة وقواه الوطنية, لذا أكرر الدعوة ومن منطلق المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقي الى بناء اصطفاف وطني واسع لمواجهة تلك التحديات الخطيرة والمغامرات المقلقة التي تواجه بلادنا في هذه المرحلة باعتبار الوطن وطن الجميع ويتسع لكل أبنائه”.
وقال الرئيس هادي: ” وعلينا أن ندرك بيقين ثابت وايمان عميق بأنه لا اليمنيون ولا المجتمع الاقليمي والدولي الذي دعمنا طوال السنوات السابقة سيقبلون بفشل العملية السياسية نتيجة عب البعض واستهتارهم بمصالح الشعب ومستقبلة, وبالتالي فان على الاطراف التي تغرد خارج السرب ان تعيد حساباتها وتلتزم بما أجمع عليه اليمنيون, وان تعمل على تحقيق أهدافها وطموحاتها عبر الأطر السياسية والمؤسسية التي كفلها الدستور وعبرت عنها وثيقة الحوار الوطني بشكل لا لبس فيه, والدولة مسؤولة وضامنة لهذه الاتفاقيات ومسؤولة عن تحقيق الشراكة الوطنية روحا وفعلا”.
وأضاف: “وعليه فأننا نكرر دعوتنا لجميع القوى والمكونات السياسية والمجتمعية والقوى الاقليمية والدولية لتحمل مسئولياتها والقيام بواجباتها بمنع انزلاق البلد الى ما لا تحمد عقباه, والاستمرار في دعم التسوية السياسية وفق المبادرة الخليجية الياتها التنفيذية للوصول الى الاهداف والغايات التي تكفل بناء يمن جديد أمن وموحد ومستقر ومزدهر, مع الابتعاد بالخطاب السياسي والاعلامي لكافة المكونات والقوى عن كل ما يوتر الأجواء ويشحن النفوس ويغرس الكراهية والحقد على أساس طائفي أو مناطقي أو مذهبي أو حزبي, والحرص على ضرورة ان يسهم هذا الخطاب في تعزيز اللحمة الوطنية وتعميق قيم التسامح والتصالح والاخاء”.
وقال رئيس الجمهورية مخاطبا أفراد القوات المسلحة والأمن: “مازلتم تخوضون في كل يوم معركة الدفاع عن الوطن وتقوضون دعائم الارهاب والتخريب اينما كانوا, وتحطمون أحلامهم ببطولاتكم وتضحياتكم, وتمدون أجسادكم جسرا ليعبر الوطن الى بر الامان, فقد كنتم دائما رهان الوطن وسياجه الحامي, فانتم عنوان الفداء والتضحية, ومصدر الفخر والاباء, نشد على ايديكم ونؤكد على ضرورة رفع جاهزيتكم القتالية وان تظلوا على يقظة دائمة وبمعنويات مرتفعة ونؤكد لكم بانكم ستكونون دائما محل رعايتنا واهتمامنا فوالله انكم في حدقات اعيننا واعين شعبكم ، واضاف يا ابناء شعبنا اليمني العظيم نؤكد لكم اليوم وغدا بل ونجدد العهد لكم بان خيارنا الذي لن نحيد عنه هو الدفاع عن المكاسب الوطنية والمضي الى الامام من اجل ابناء اليمن الجديد والوقوف بكل حزم وقوة عبر اصطفاف وطني عريض يحمي ويدافع عن ثوابت الشعب في الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة والنهج الديمقراطي وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
و تابع : وما يزال رهاننا اليوم على شعبنا اليقظ الذكي كما كان بالأمس والذي بمقدوره اسقاط كل الحجج والمبررات الواهية والدعوات المشبوهة لخلخلة الصف والنسيج الوطني والزج بالبلد في اتون صراعات عبثية فشعبنا قادر على التمييز بين ما هو حق وخير للبلد ، وبين ما يهدف لتحقيق اهداف ومصالح فئوية ضيقة . لذا ادعو الجميع الى تحكيم لغة العقل والمنطق والحوار ونبذ العنف والقوة والتهديد بهما لتحقيق اي اغراض خارج اطار ما اتفق واجمع عليه اليمنيون.
وقال الرئيس هادي : ونحن في الوقت الذي نحتفظ فيه بحق الدولة في استخدام كافة الوسائل المشروعة للدفاع عن مكتسبات الشعب ومخرجات الحوار الوطني وحفظ الامن والسلم الاجتماعي فأننا نمد ايدينا للجميع ونفتح باب الحوار السياسي دوما وابدا ايمانا منا بان لغة الحوار هي افضل الخيارات واسلمها .
وثقتنا بان جميع القوى وبدون استثناء واكرر القول : وبدون استثناء ستنصاع في الاخير لإرادة الشعب وستجنح للسلم وستقبل بالحلول السياسية العادلة التي تحقق المصالح العليا للوطن والشعب .
وذكرت الوكالة الحكومية انه جرى في هذا اللقاء نقاش ديمقراطي شفاف حول المعالجات المطلوبة والموقف الذي يجب ان تتخذه الدولة وفقا لمهامها وواجباتها تجاه فرض الامن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع وصون الحقوق العامة والخاصة بكل الوسائل الممكنة وبحسب ما يستجد .
وقال بيان صدر عن هذا اللقاء ان الحاضرين فيه اتفقوا على ادانة استخدام العنف بكافة اشكاله وصوره ، ويرفض رفضا كاملا ومطلقا منهج الترهيب وسلوك القوة والحروب والاستيلاء على المدن بالقوة والسلاح .
واضاف البيان : ويؤكد اللقاء على ان هذا السلوك يمثل خروجا عن الاجماع الوطني ولا يمكن ان تسمح القوى الوطنية للغة القوة والعنف ان تفرض نفسها واجندتها على المجتمع او ان تحقق بهذه الوسيلة اي مصالح سياسية او غيرها.
وتابع البيان: يؤكد اللقاء ان الحفاظ على امن واستمرار ووحدة الوطن وحماية نسيجه الاجتماعي والوطني وصيانة مكتسباته الوطنية مسؤولية الجميع وهي مصلحة وطنية عليا لا يمكن السماح بالمساس بها او تجاوزها من قبل اي طرف كان ولن يسمح ابناء الشعب لأي طرف بجر البلاد نحو العنف والاقتتال والفوضى والدمار.
وزاد: يؤكد اللقاء بان الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني قواسم مشتركة لكافة ابناء الشعب اليمني وقواه السياسية والاجتماعية والمدنية وتعد وابت وطنية لا تفريط فيها ولا انتقاص منها ، وان قبول الاطراف كافة بهذه القواعد يمنحنا اطارا مشتركا للبحث في المشكلات وايجاد حلول لها.
وقال البيان : يؤكد اللقاء الالتزام الكامل بكافة متطلبات انجاز التسوية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ولوثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وما يترتب على ذلك من استحقاقات وطنية والتي تأتي صياغة الدستور والاستفتاء عليه واجراء الانتخابات والتهيئة لذلك في مقدمتها كما يؤكد على ضرورة الحفاظ على روح الوفاق والتوافق في كافة الخطوات الوطنية والمسؤولية في صناعة القرار وتنفيذه بما في ذلك مشاركة الجميع في ادارة الشأن العام من خلال حكومة وطنية يمثل فيها الجميع.
واضاف يؤكد اللقاء على ضرورة الاستمرار في اجراءات الاصلاح الاقتصادي المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي المتعلقة بإصلاح قطاعي الكهرباء والنفط والخدمة المدنية والدين العام ، والعمل على مكافحة الفساد وتعزيز الايرادات النفطية وغير النفطية كما يجب الالتزام بالإجراءات التقشفية التي تم تبنيها من قبل الحكومة.
وتابع : يدعو اللقاء الى الابتعاد عن الاستغلال السياسي للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد واستغلال معاناة الناس والاهم وذلك لتحقيق مكاسب سياسية على الارض ، وضرورة التعامل بمسؤولية وطنية مع كافة الاجراءات التي تتخذ لإنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار .
وزاد: يدعو اللقاء كافة الاطراف الوطنية الى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتحرير الخطاب السياسي والاعلامي من اية دعوات مناطقية او مذهبية او طائفية وتحريمها والعمل معا لنبذ ثقافة وخطاب الكراهية والحقد ، وتعميق اواصر الاخوة والالفة والوحدة الوطنية وتعزيز قيم التسامح والتصالح بين كافة الفرقاء حفاظا على الوطن ووحدته وامنه واستقراره.
استمرار التحشيد
ميدانيا واصلت جماعة الحوثي امس اخراج مسيرات حاشدة لها في العاصمة صنعاء ، في ظل استمرار توافد انصارها للاعتصام في المنافذ الرئيسية المؤدية الى العاصمة.
وصباح امس اقام انصار الحوثي في احد مقرات اعتصامهم الواقع في منطقة المساجد قرب الصباحية على المدخل الغربي للعاصمة مهرجانا تخلله العديد من القصائد الشعرية والكلمات وفي نهاية المهرجان القى بيان اكد الرفض الحاسم والقاطع لقرار الجرعة، الفاقد للشرعية ، وتجريم كل من يعمل على استمراره وتمريره.
وتمسك البيان بالدعوة لإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ وطني من ذوي الخبرة والكفاءة والنزاهة للخروج بالبلاد من ازماتها في تنفيذ مخرجات الحوار وفق مسارها الصحيح والسليم.
تحليق الطيران
وفي العاشرة صباحا واثناء انعقاد هذا المهرجان حلقت على ساحة الاعتصام هذه طائرة مروحية وبعد ساعة حلقت طائرة حربية على علو منخفض فوق المعتصمين وفتحت حاجز الصوت لإجبار المعتصمين على مغادرة المكان ؛ الا ان المعتصمين ظلوا في مكانهم.
وذكر مراسل الشارع ان جماعة الحوثي منعت امس افرادها من حضور مخيم الاعتصام هذا بالأسلحة وقامت بتنظيم مخيم الاعتصام الذي زارته منظمات حقوقية ووفد من الملتقى العام لمنتسبي الثورة في صفوف القوات المسلحة والامن وعلى راسهم العقيد نجيب محفوظ المنصوري وزار مكان الاعتصام العديد من مشايخ الحيمتين وبني مطر .
واستحدث مسلحو الحوثي امس عددا من نقاط التفتيش في منطقة الصباحة فيما ظهرت ازمة مفاجئة في المشتقات النفطية في محطات بيع الوقود بالعاصمة صنعاء.